ومن سورة الصافات
  فقال: الصافات فهي: الملائكة، وذلك قوله سبحانه: {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ١٦٥ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ١٦٦}[الصافات: ١٦٥ - ١٦٦]، ومعنى صافات فهو: وقوف صفوفا لله عابدون، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ٢}، {فَالزَّاجِرَاتِ} فهي: الملائكة أيضا، الزاجرات للخلق عن معاصي الله الخالق، بما تنزل به من أمر الله ونهيه، ومؤكِّدات فرضه، {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ٣} فهن: الملائكة أيضا التي تتلو وحي الله على أنبيائه، وتنزل بزواجر آياته لأنبيائه.
  ٢١٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ ١١}[الصافات: ١١]؟
  فقال: معنى {فَاسْتَفْتِهِمْ} فهو: سلهم {أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} يقول: من الملائكة والجن، وغير ذلك ممن خلقنا، يريد إن الذي خُلق من الملائكة والجن وغير ذلك، ممن خلقناهم أشد خلقا، وأعظم أمرا، وأبين في المقدرة من خلق الإنس، ثم أخبر سبحانه بالذي خلق منه الإنس، من هذا الطين اللازب، واللازب فهو: الطين العلك الشديد الملتصق.
  ٢٢٠ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ ٢٧ قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ٢٨ قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٢٩}[الصافات: ٢٧ - ٢٩]؟
  فقال: هذا إخبار من الله سبحانه عن تساؤل أهل النار وتلاومهم، فقال: التابعون للمتبوعين: {كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ ٢٨}، ومعنى {تَأْتُونَنَا عَنِ