ومن سورة الصافات
  الْيَمِينِ ٢٨} فهو: تأتوننا عن الأمر الميمون المبارك، الذي فيه لو اتبعناه اليُمن والنجاة، كنتم تأتوننا دونه، أي تغوننا في تركه، فهذا معنى إتيانهم إياهم عنه، أي دونه يصرفونهم منه، وينأون بهم عنه، فقال: المتَّبعَون للتابعين، {بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ٢٩} أي: لم تكونوا مهتدين، ولا بالذي كذبنا به مصدقين.
  ٢٢١ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ٤٥ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ٤٦ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ٤٧}[الصافات: ٤٥ - ٤٧]؟
  والمعين هاهنا فهي: خمر الجنة المباركة الطيبة، {بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ٤٦} يصف حسنها وصفاها، ويخبر أنها بيضاء يلتذها كل من شربها، ويستطيب طعمها، {لَا فِيهَا غَوْلٌ} يقول: لا فيها أمر يغتال عقولهم، ولا يزيل أفهامهم، ولا يضعف أبدانهم، بل هي تشد أعضاءهم، وتحسن حالهم، ثم أخبر أنهم لا ينزفون عنها، والنزف: فهو ما ينزل بشُرَّاب الخمر في الدنيا من القي الذريع، وغير ذلك مما يكون منهم من الفضائح الشنيعة، والأمور القبيحة، فأخبر سبحانه أن خمر الآخرة بِرِيَّةٌ من كل غول وبلاء، أو آفة أو ردى.
  ٢٢٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ٥١ يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ ٥٢} إلى قوله: {فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ ٥٥}[الصافات: ٥٥]؟