تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة غافر

صفحة 7 - الجزء 2

ومن سورة غافر

  ٢٤٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} ... إلى قوله: {فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ١١}⁣[غافر: ١٠ - ١١]؟

  فقال: معنى ذلك أن الله يخبر عن أهل النار وما يكون من مقتهم لأنفسهم، ومعنى مقتهم فهو بغضهم لأنفسهم، وبغضهم لها في ذلك اليوم فهو: على ما تقدم منها من المعاصي في الدنيا حتى أهلكتهم بذلك في الآخرة، فلما أن صاروا إلى النار بغضوا أنفسهم، وتمنوا أنها كانت في التراب هالكة، كما كانت بالية فانية فنادتهم ملائكة الله عند ذلك فأخبرتهم أن مقت الله لهم في هذا الوقت أكبر من مقتهم لأنفسهم، فردوا على ملائكة الله ما تسمع من هذا القول، من قولهم: {رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ١١} يقولون: جعلتنا في أصلاب آبائنا ماء مهينا مواتا فهذه الموتة الأولى، ثم أمتنا من بعد الحياة الأولى والإيجاد فصيرتنا إلى القبور، فهذه اثنتان وأحييتنا الحياة الأولى، التي جعلتنا في بطون أمهاتنا أجساما وأرواحا من بعد أن كنا نطفة وعلقة ومضغة مواتا لا حياة فينا ثم أحييتنا الحياة الثانية وهي نَشرُكَ لنا من القبور بعد