ومن سورة الشورى
  بحشره وثوابه وعقابه، يقول: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ} يريد: لمن فيها من المؤمنين المصدقين المتقين.
  ٢٥٣ - وسألته عن قول سبحانه: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى: ١١]؟
  فقال: معنى {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ} فهو: مبتدعها ومبتدئها، ومعنى قوله: {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} فهو: خلق لكم من أنفسكم رجالا ونساء، يتزاوجون ويتناسلون، وكذلك قوله: {مِنَ الْأَنْعَامِ} أي: خلق أيضا من الأنعام إناثا وذكورا تتناسل، ومعنى قوله: {يَذْرَؤُكُمْ} فهو: ينبتكم ويخرجكم ويخلقكم، ويصوركم ويكثركم (بالذرو والنسل الذي يكون منكم).
  ٢٥٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ٧}[الشورى: ٧]؟
  فقال: {أُمَّ الْقُرَى} هي: مكة، {وَمَنْ حَوْلَهَا} من القرى فهي: أعمال مكة، وما قاربها من الحجاره كله، ومعنى {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا}: وإنما تنذر أهلها وأهل القرى التي حولها، فلما أن كان الأهل من سبب القرى، طرح الأهل وأثبت القرى، وإنما يريد: الأهل، كما قال في قوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا