ومن سورة البقرة
  قال عمرو بن كلثوم:
  تربك وقد دخلت على خلاء ... وقد أمنت عيون الكاشحينا
  ذراعي عيطل أدماء بكر ... هجان اللون لم تقرأ جنينا
  أي: لم تضم رحمها على ولد.
  وأما أول الأقراء المأمور بها، لمن طلق بها على العدة من النساء، فأول دم تراه من بعد ذلك الطهر الذي طلقها فيه وعلى وجهه بعلها، فأما من طلق منهن حائضا، فإنها لا تعتد بتلك الحيضة في الأقراء، وتبتدأ من بعد ما يأتي بعد تلك من أقرائها، حتى تأتي على ما ذكر من عدتها، وهو عند كمال الثلاثة من حيضها، واغتسالها بالماء وطهرها، ثم هي من بعد ذلك أولى بنفسها.
  ٢٣ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}[البقرة: ٨٤] إلى آخر الآيات؟
  فقال: نزلت في اليهود، وذلك أن بني القينقاع كانوا حلفا مع الخزرج، وكان بنوا النظير وقريضة حلفاء للأوس، وكان كل يقاتل مع حلفائه، فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدت اليهود ما في أيدي الأنصار من أُساراها، وكان في التوراة واجب فرض عليهم أن يفتدوا أساراهم حيث كانوا، وأن لا يسفك بعضهم دم بعض، ولا يخرجه من دياره، فقبلوا بعض الفرض من الافتداء، وسفكوا الدماء