ومن سورة الدخان
ومن سورة الدخان
  ٢٦٩ - وسألته من قول الله سبحانه: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ١٠ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١}[الدخان ١٠ - ١١]؟
  فقال: اليوم الذي تأتي به السماء بدخان مبين، هو يوم القيامة، وإتيانها بالدخان فهو: رجوعها ومصيرها إليه، وذلك أنها عند تبديل الله لها في ذلك اليوم، تعود إلى ما منه خلقت، وهو الدخان، فتصير بعد هذا التجسيم والعِظَم، إلى حالة الدخان، ومعنى قول من يقول: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١} فهو: قول الكافرين، إذا رأوا السماء قد صارت إلى ذلك الحال، وأيقنوا بالجزاء، قالوا حينئذ: {هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ١١} فطرح الله اليوم، وأقام العذاب مقامه، فصار مرفوعا، والعرب تفعل ذلك، تقيم الشيء مقام ما كان من سببه، كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا}[يوسف: ٨٢]، فأراد: أهل القرية وأهل العير، فطرح الأهل وأقام القرية والعير مقامهم.
  ٢٧٠ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ١٧}[الدخان: ١٧]؟
  فقال: معنى قوله: [فتنا قبلهم قوم فرعون] أي: عذبناهم على