ومن سورة الجاثية
ومن سورة الجاثية
  ٢٧٢ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}[الجاثية: ١٤]؟
  فقال: معنى {يَغْفِرُوا} فهو: يعرضوا عن عبادتهم ومقالتهم وشركهم، ومعنى [الذين لا يرجون أيام الله] فهم الذين لا يصدقون بوعد الله ووعيده، [قوما] أي: ذرهم حتى يقع الجزاء عليهم، وعلى صدق ما أنكروا من وعد ربهم.
  ٢٧٣ - وسألته عن قول الله سبحانه: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} ... إلى قوله: {أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ٢٣}[الجاثية: ٢٣]؟
  فقال: هذا إخبار من الله تبارك وتعالى عن من عَبَدَ ما يهوى من الأشياء، فجعل إلهه هواه، {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} منه به، ومعنى {عَلَى عِلْمٍ} فهو: على علم منا بأفعاله منا وأخباره، وعبادته ما يهوى من الأشياء دون ربه، فلما أن علم منه ذلك أضله، ومعنى {وَأَضَلَّهُ} فهو: خذله، وسماه بالضلال وأخبر عنه به، ومعنى {خَتَمَ