ومن سورة الفتح
  ٢٨٣ - وسألته عن قول الله سبحانه: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ... إلى قوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ٢١}[الفتح: ١٨ - ٢١]؟
  فقال: الشجرة التي بايع المؤمنون رسول الله تحتها فهي شجرة بالحديبية بايعوا تحتها رسول الله على الصبر والبلوى، أو يدخلوا مكة، وهم بالحرم بجانب فخ، فأنزل الله على نبيه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}[الانفال: ٦١]، فلما طلبوا السلم أجابهم رسول الله إلى ذلك، وكتب الكتاب بينه وبين سهيل بن عمرو، على الهدنة عشر سنين، وعلى شروط شرطوها بينهم، ونحر هدي عمرته في الموضع، ورجع على أن يأتي في السنة الأخرى، فيدخل مكة هو وأصحابه ويقيمون بها ثلاثا ويخرجون، وكذلك فعل رسول الله # من السنة المقبلة، وتم لهم على الهدنة حتى نقضوا، ومعنى قوله: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} يقول: علم ما في قلوبهم من النية والصبر والاحتساب له سبحانه، {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ١٨} يقول: أعطاهم ورزقهم فتحا قريبا، وهو فتح خيبر ومغانمها الكثيرة التي أخذوا منها، من النخيل والأثاث، والذهب والفضة، والتي لم يقدروا عليها في ذلك الوقت ثم قدروا عليها من بعد، فهي: بلاد الروم والشامات وما والاها، ثم افتتحوها في غزوة تبوك، افتتحوها من بعد رسول الله ÷ لبنيه.