ومن سورة الطور
  لَوَاقِعٌ ٧}، فوقع القسم على وقوع العذاب، {مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ ٨} يقول: ما فيه من حيلة، ولا له من مانع، ثم أخبر متى يقع العذاب الذي عليه أقسم، فقال: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ٩ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ١٠}، وذلك فهو: يوم القيامة، الذي تمور فيه السماء، ومورها فهو: محاقها وذهابها وتقطعها، ورجوعها إلى ما منه خلقها ربها، وفي ذلك اليوم {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ١٠}، ومعنى {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ١٠} فهو: نسفها من وجه الأرض، وذهابها من الأرض، كما ذكر الله سبحانه حين يقول: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ}[النمل: ٨٨]، أي: تنقطع وتذهب وتمحق، كقطه السحاب وذهابه، من بعد تجسمه واجتماعه، فهذا معنى {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ}.
  ٣١٣ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١١ الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ١٢} ... إلى قوله: {أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ ١٥}[الطور، ١١ - ١٥]؟
  فقال: هذا إخبار من الله بأن الويل ينزل بالمكذبين، في {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ٩ وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ١٠}[الطور: ٩ - ١٠]، والويل فهو: العذاب، والمكذبون فهم: الذين كذبوا بما جاء به محمد ÷، {فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ ١٢} فالخوض هو: التكذيب والهروج والشك والمزج، و {يَلْعَبُونَ ١٢} فهو: يعبثون ويهزؤن، {يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا ١٣} معنى {يُدَعُّونَ} أي: يدفعون ويدقون، ويجرون ويضربون تقول العرب: دعه أي: أدفعه بيدك. والكزهٌ بجمعك،