ومن سورة الطور
  {فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ٤٠} يقول: فهم من شدة الغرم الذي الزمتهم إياه، {مُثْقَلُونَ ٤٠}، معنى {مُثْقَلُونَ ٤٠} أي مفدوحون لا يطيقون ما كلفتهم، ولا يجدون ما سألتهم، فهم كارهون لأمرك، لعظيم ما كلفتهم من أجرك.
  {أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ ٤١}، يقول: أم عندهم علم الغيب فهم يعلمون كل شيء، فيكون ما قالوا من علم غيبهم، ومعنى {يَكْتُبُونَ ٤١} فهو: يعلمون.
  {أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ٤٢}، يقول: أم هذا الذي يفعلون بك من التكذيب وغيره، هو مكر يمكرونه، وكيد لك يريدونه، {فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ ٤٢} هم المعذبون الذين يقع عليهم الكيد، ويحقهم دون غيرهم، حتى يكون ما أملوا إيقاعه بك من الكيد عليهم، وتكون أنت سالما من ذلك، وهم فيه واقعون.
  {أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ} يقول: أم لهم خالق ومدبر غير الله، فهم إليه يلجأون وبه يتعززون، كلا ما لهم من آله غير الله الذي عليه يجترؤن، وبه يكفرون، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ٤٣} يقول: تعالى الله وتنزه عما يقولون ويفعلون من شركهم وكفرهم.
  {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ٤٤}، الكسف هو: العذاب النازل من السماء، فأخبر سبحانه أنهم عند معاينتهم لو عاينوه لقالوا: هذا سحاب مركوم، المركوم فهو: الذي بعضه على بعض، فإذا