ومن سورة النجم
ومن سورة النجم
  ٣١٩ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ١} ... إلى قوله: {وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ٢٣}؟
  فقال: هذا قسم من الله سبحانه بالنجوم عند هويها، ومعنى {النَّجْمُ} فهو: النجوم جميعا، كما قال الله: يا أيها الإنسان، وهو يريد الناس طرا، ومعنا {هَوَى ١} فهو: غاب وتدلى، فأقسم بهويه عند هويه، لما في ذلك من عظيم الآيات، وكبير الدلالات، على مسير الأرضين والسماوات، ثم قال: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ٢} فأقسم بالنجم أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله ما ضل عن الهدى، ولا عدى عما أمره به العلي الأعلى، وأنه ما أفك ولا غوى، ومعنى {غَوَى ٢}، فهو: ضل وهلك إذا أساء.
  {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ٤}، يقول: ما يأتيكم صاحبكم إلا بوحى يوحى إليه، ولا يأمركم إلا بما ينزل من الله عليه، {عَلَّمَهُ} معناها: فهمه وأمره به، {شَدِيدُ الْقُوَى ٥} فهو: جبريل صلى الله عليه، يقول: شديد الأسر والخلق، {ذُو مِرَّةٍ} والمرة فهي: العزيمة والقوة، والنفاذ فيما يؤمر به، {فَاسْتَوَى ٦} معناها: فتم وكمل، {وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ٧}، والأفق الأعلى: أفق السماء الدنيا، {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ٨} يقول: تقرب ودنا، ونزل حتى كان من محمد ÷