تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الرحمن

صفحة 128 - الجزء 2

  الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا}، واعدلوا الوزن وأوفوا بالحق ولا تبخسوا، يقول: ولا تنقصوا ولا تبخسوا الميزان. {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ١٠} ومعنى {وَضَعَهَا} هو: وخلقها وبسطها ومهدها، {لِلْأَنَامِ ١٠} فهم: الخلق.

  {فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ١١}، فالفاكهة هي: الفاكهة المعروفة من ألوان الفواكه والأشجار، {وَالنَّخْلُ} فهي: النخل المفهومة، {ذَاتُ الْأَكْمَامِ ١١} والأكمام هي: قشر الطلع الذي ينشق عما فيه من الشماريخ، حتى يخرج الثمر من جوف الأكمام، وتبقى الأكمام معلقة لا شيء فيها، وهي القشور التي يكون عليه أو ما يخرج.

  {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ١٢} فـ {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ} فهو: الحب من البر والشعير، {الْعَصْفِ} فهو: القصب الذي يدق فيكون تبنا، وهو الذي ذكر الله ø أنه جعل أهل الفيل كالعصف المأكول، {وَالرَّيْحَانُ ١٢} هاهنا فهو: الرزق الواسع من الرحمن وهو في لغة العرب موجود، تقول: اطلب من ريحان الله، أي: أطلب من رزق الله، وإنما سمت العرب الرزق ريحانا لما لها فيه من الطيب والمعيشة والإحسان {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}، يقول: بأي نعم الله وإحسانه تكذبان؟!

  ومعنى {تُكَذِّبَانِ ١٣}: أيها الثقلان والثقلان: فهما: الجن والإنس.

  {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤}، والإنسان فهو آدم #