ومن سورة الرحمن
  معناه، والمرجان فهو: شيء أحمر يخرج منه، فيجعل خرزا يلبسه من شاء وأراده.
  {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ ٢٤} فهي: قلوعها التي ترفع بالحبال في رؤوس الأدقال، ليدخل الريح فيها، فتجري بها فتحملها على ظهر الماء بتقدير ربها. {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٨} يخبر سبحانه: أن كل شيء فانٍ مما عليها، وهذه التي ذكر الله سبحانه أن ما عليها يفنى فهي: الدنيا، أراد بـ {عَلَيْهَا}: كل من فيها، فقامت (على) مقام (في)، والدنيا فهو: كل ما خلق من سموات وأرضين، وما بينهن وفيهن، من ملائكة أوجنيين أو إنسين. {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧} فمعناه: وجه ربك هو ربك، أراد الذات، لا أن ثَمَّ وجها موجها، وأعضا غيره مؤلفة، تعالى الله عن ذلك علو كبيرا.
  فأخبر سبحانه أن كل ما في الدنيا فانٍ، وأنه تبارك وتعالى الوارث كل شيء الباقي، يقرأ بالخفض والياء {ذُو الْجَلَالِ}، ولا يجوز أن يقرأ بالضم والواو: {ذُو الْجَلَالِ}، كما يقرأها الجهال، ردا على ربك، ردا على الوجه، {الْجَلَالِ}: فهو: الكبرياء والعظمة والمحال، {وَالْإِكْرَامِ ٢٧}، فهو: التقديس والإجلال والإنعام.