تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الواقعة

صفحة 144 - الجزء 2

  بغيرها من الأشياء واختلطت فصارت بعد العظم كالبسيس والبسيس فهو: الشيء المايع، كالطعام المسكوب فيه الماء، وهو: الدهن من السمن والزيت، وإنما أراد الله بذلك أن يخبر أنها تعود بعد ماهي عليه من العِظَم إلى الدهاب والبياد والاختلاط بغيرها من الأشياء التي تبس بها بسا، أي: خلط بها خلطا، {فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ٦} والهباء فهو: الغبار الخفي الذي يدخل مع الشمس من الكُوى، والمنبث فهو: الكثير المنتشر، فأخبر سبحانه أنها تعود بعد ما هي عليه من الهباء، للذهاب والفناء، {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ٧ فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} ... إلى قوله: {وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ١٤}، معنى {أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ٧} فهي: أصناف ثلاثة {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} فهم: أصحاب اليُمن والبركة، والإيمان والطاعة، {وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ} فهم: أصحاب الشؤم واللعنة {وَالسَّابِقُونَ} فهم: الذي سبقوا إلى الله بالطاعة، وقدموها إليه في الحياة الدنيا، {أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}، يخبر أنهم عند الله في القيامة مدنون، من كراماته، ومن جزيل ثوابه، مدخلون في جنات نعمته، {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٣ وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ ١٤}، الثلة فهي: الجماعة الصالحة، فأخبر أن المتقين يكونون ثلة من الأولين، ويكونون قليلا من الاخرين، {عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ ١٥}، السرر فهي: السرر المعروفة باسمها، {مَوْضُونَةٍ ١٥} فهي: مفسوحة معمولة، وهي سرر تنضد للمؤمنين بالذهب