ومن سورة الواقعة
  والجواهر، {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ ١٦}، معنى {مُتَّكِئِينَ} فهو مضطجعون على جنوبهم، متقابلون فهو: بعضهم حذاء بعض مقابل له، {يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ١٧ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨} والولدان فهم: الوصفاء، والمخلدون فهم: الباقون الذين لا يفنون ولا يزالون في الآخرة، {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ}، فالأكواب فهي: ضرب من آنية الشرب تكون من الجوهر، من الدرر والياقوت، يشرب فيها المؤمنون في الآخرة، {وَأَبَارِيقَ} فهي: الأباريق المعروفة في الدنيا من الصفر ومن الفضة والذهب، يعملها المتجبرون فتكون في الآخرة من الدرر والياقوت، وأنواع الجوهر، {وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ ١٨}، فهي الخمر خمر الآخرة، التي {لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ ١٩} كما يصدع شُرَّاب خمر، الدنيا منها، {يُنْزِفُونَ ١٩} والنزف فهو: القيء، وغير ذلك مما يكون من شُرَّاب الخمر، في ما ذكر لنا عنها، الله أعلم بأمرها، فقد ذكر أنهم ينزفون من طرفيهم، من فوق ومن أسفل، إذا شربوها، ومعنى {يُنْزِفُونَ ١٩} فهو: يخرج منها وينزف ما في بطونهم، فأخبر الله تبارك وتعالى أن الخمر الآخرة لا ينزل بشاربها ما نزل بشارب خمر الدنيا من الآفات، بل خمر الآخرة فيها اللذات والطيبات، والصحة والسلامة والنعمة الكاملة، تم ولله الحمد.