ومن سورة الطلاق
  بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}، معنى {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ} يقول: لا تخرجوهن من البيوت اللواتي طلقهن فيها، وكن مع الأزواج حالات بها، {وَلَا يَخْرُجْنَ} معناها: لا يسدى إليهن قبيح يخرجن به من ضيق، ولا عسر ولا قبيح من الامرأة، {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} معنى {إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ} فهو: إلا أن يفعلن فاحشة والفاحشة فهي: المعصية لله في كل شيء من كبائر معاصيه، اللواتي حرم فعلها، وقد قيل: إن الفاحشة خروجهن قبل انقضاء العدة، وليس ذلك بشيء، بل هو أمر مما حرم الله عليهم من ذلك ومن غيره. معنى {مُبَيِّنَةٍ} فهو: مبينة لنفسها، مظهرة لما جاء من صاحبها، {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} معنى {تِلْكَ} فهو: هاتتك ومعنى هاتيك فهي: هذه الشروط والمعاني، والأمر والنهي الذي حد لكم من أمر الله، واوقفكم عليه من فرض الله، من شروط الطلاق وحدوده ومعاني العدة وأسبابها، {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} فمعنى {يَتَعَدَّ} هو: يتجاوزها، ويتخلى عنها ويتركها، ويفعل غير ما أمر به منها، {حُدُودُ اللَّهِ} فهي: فروض الله التي جعلها، وحدوده التي أوقف سبحانه عباده عليها، {فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} يقول: ظلمها بما أدخلها فيها مما أوجب عليها من عذاب ربها.
  {لَا تَدْرِي} يقول: لا تعلم ما يكون {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ١} ويقول: لعل الله يأتي بعد الفراق، بأمر من المراجعة والاتفاق، ومعنى {بَعْدَ ذَلِكَ} فهو: بعد ماكان من الفراق، وما جاء بينهما من الطلاق، {أَمْرًا ١} يريد: مراجعة وصلحا.