تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة التحريم

صفحة 218 - الجزء 2

  أَزْوَاجِكَ} معنى {تَبْتَغِي}: تريد وتطلب، وتأتي وتسبب، لمرضاة أزواجك، معنى {مَرْضَاتَ} فهو: محبة أزواجك ومرادهن، ومسارهن ومبتغاهن، والأزواج فهن: الزواجات، {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ١} فهو قبول التوبة، مقيل للعثرة، معنى {رَحِيمٌ ١} فهو: عائد بالفضل، رحيم بمن أحسن، متعطف على التائبين.

  وسبب ما ذكر الله تبارك وتعالى مما ذكر من تحريم نبيه صلى الله عليه وعلى آله لما أحل له فهو: أنه صلى الله عليه آله وقع يوما من الأيام على جاريته وسريته مارية القطبية، في بيت عائشة بنت أبي بكر، فاطلعت عليه وصاحت وألاحت، وقالت: في منزلي وعلى فراشي، وفي موضعي؟! فاغتم صلى الله عليه وعلى آله واحتشم، وداخله في ذلك من الحياء ما داخله معه من الندم، فقال صلى الله عليه لها: أسكتي يا عائشة فإني لا أعود إليها، ثم قال #: والله لا دنوت منها أبدا، حياء منه صلى الله عليه وتكرما، وكراهية للايمتها وتسلما، فعاتبه الله ø فيما حرم من جاريته، وأمره بتكفير اليمين التي أقسم بها في غشيان سريته، مع ما عاتبه فيه، في تحريمها على نفسه.

  ومعنى تحريمه لها فهو: قسمه بالله لا يغشاها، فسمى الله تبارك وتعالى اعتزاله لها، وقسمه فيها تحريما، من رسول الله صلى الله عليه آله على نفسه، إذ كان بقسمه تحريم ما كان يجب الدنو منها، الذي جعله الله له حلالا فيها، فأنزل الله سبحانه: {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٢}، فأمره سبحانه بتحليل يمينه. معنى {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ} فهو: قد جعل الله لكم، وحكم بتحلة أيمانكم، معنى {تَحِلَّةَ} فهو: كفارة أيمانكم، التي يحل لكم بالكفارة ما كنتم حرمتموه بالقسم على أنفسكم، فمعناها: حلفكم بالله وقسمكم {وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ} يقول: والله وليكم، والفاعل لما يشاء بكم وفيكم، {وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٢} فهو: