تفسير سورة (المعارج)
  يفدي نفسه، ومعنى يفديها: أن يجعل بدلها في العذاب، ويفديها بمن ذكر الله وسمى من أقربائها، {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ} يريد: من عذاب يوم الدين، ويومئذ فهو: يوم القيامة.
  {وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ ١٢ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ١٣ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ ١٤}، يقول سبحانه: يود لو أنه أمكنه أن يفدي نفسه من عذاب يوم الدين لهؤلاء المذكورين، وبنيه فهم: ولده الذكور، {وَصَاحِبَتِهِ} فهي: زوجته الحبيبة إليه، التي كانت تحبها وتفديها في الدنيا بنفسه، ويحامي دونها بماله ومهجته، {وَأَخِيهِ ١٢} فهو: ابن أمه وأبيه، {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ ١٣} فهي: والدته واربته التي تربيه، وتطعمه وتسقه لبنها في صغره، حتى فصلته عن ثديها عند كبره، {تُؤْوِيهِ ١٣} ومعناها: تحضنه وتربيه، {فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} يقول: أهل الأرض كلهم لو كانوا له وفي يده عبيدا وخولا وأقرباء ونسبا، {ثُمَّ يُنْجِيهِ ١٤} يقول: يود أنه فدى بكل ما ذكرنا وجميع ما فسرنا نفسه من العذاب المهين، ونجا وجعله مكانه في يوم الدين، فداء يفدي بهم نفسه، ووقاء يقي بهم من العذاب بدنه، {ثُمَّ يُنْجِيهِ ١٤} يقول: ثم يقبل منه الله ذلك ويخليه، فأخبر الله سبحانه أن المجرم يود أنه نجا وسلم وافتدى، بكل ما ذكر الله وسمى.
  ثم قال سبحانه: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى ١٥ نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ١٦}، معنى {كَلَّا} فهو: نفي أن يكون تقبل من المجرم فداء، أو يكون له يوم القيامة من العذاب نجاء، يقول: لا نجاة له ولو افتدى، وقوله: {لَظَى ١٥} فهي: جهنم، وإنما سميت: لظى