ومن سورة المائدة
  ٥٤ - وسألت: عن قول الله سبحانه {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}[المائدة: ٦٠]؟
  فهؤلاء قوم من بني إسرآئيل مسخوا حين عتوا واجتروا، فُجعلوا صَور ما ذكر الله ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله، من القردة والخنازير، فجعلُ الله لهم، هو: تحويلهُ لصورهم، وإحلاله لنقمه الله سبحانه بهم، على ماكان من فعلهم، وما استوجبوا بجرمهم.
  وأما قوله {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} فإنما هو منه على التقديم والتأخير، أراد سبحانه {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}[المائدة: ٦٠] فجعلها في اللفظ مؤخره وهي في المعنى مقدمة، وفعل الطاغوت فليس من فعل الله، لأن الطاغوت هو ما أطغى من الفعل، وأفسد من العمل، وخالف من الحق، وجنب عن الصدق.