تفسير سورة الإنسان
  ٣٥٥ - وسألت عن قول الله {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[الإنسان: ٣٠، الإنفطار: ٢٧]
  فمعنى ذلك: إخبار من الله أنكم لم تكونوا تقدرون تشاءون شيئا، ولا تكرهوا شيئا دون شيء، لو لا أن الله شاء أن يجعل فيكم استطاعة على ذلك ومقدرة عليه، بما ركب فيكم من هذه العقول التي بها تميزون الشيء عن ضده، وتفرقون بها المخبوب من غيره، فبهذه العقول المميزة التي شاء الله تركيبها فيكم، يَشِيْنَ شيئا دون ضده، وتركتم شيئا دون غيره، ولو لا مشيئته لتركيب ما نلتم به ذلك فيكم، ما كنتم لتقدروا على المشيئة ولا الترك أبدا، فهذا معنى ما عنه سألت من هذه الأشياء.
  ٣٥٦ - وسألت عن قول الله سبحانه: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا ٢٨}[الإنسان: ٢٨]؟
  فهذا: إخبار من الله سبحانه أنه خلق خلقه بلا عون من أحد في ذلك له،