تفسير سورة المرسلات
صفحة 418
- الجزء 2
  عصوا، فذلك معنى ما ذكر الله سبحانه في آخر والمرسلات من الركوع، وهو عندي على معنى ما أمر الله به قوم موسى # من السجود، أراد بهما كلتيهما - والله أعلم وأحكم - التذلل لله والخشوع له، والمعرفة به والخضوع.
  ثم كرر ذم الكذبين تنبيها في الدنيا لهم، واحتجاجا بذلك عليهم، فقال: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٤٩}.
  ثم قال: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ٥٠} أي: بأي قرآن أو أمر أو نهي بعد هذا القرآن المبين، الساطع نوره، الظاهر برهانه يؤمنون؟! ومعنى {يُؤْمِنُونَ ٥٠} فهو: يصدقون ويقرون، فأخبرهم سبحانه بما قال من ذلك، أنه لا حديث يعدل هذا الحديث، والحديث فهو: القرآن والنور، وما جاء به من فرائض الدين في كل الأمور.