مسألتان عقائديتان
مسألتان عقائديتان
  ٣٦٠ - وسألني عن القضاء من الله ما هو؟
  فقلت له: القضاء يا بني مخرج على ثلاثة معاني:
  فمنها: فضاء أمر ومحكم، وذلك قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}[الإسراء: ٢٣] يريد: أمر وحكم بأن لا تعبدوا معه سواه.
  والمعنى الثاني: بأن يكون القضاء خيرا عما يأتي، أو سيأتي ويكون، وذلك قوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}[الإسراء: ٤]، يقول: وأوحينا بذلك إليهم واعلمناهم بها سيكون من أخباركم وأفعالكم.
  والوجه الثالث: أن يكون الفضاء قضاء حتم جاريا، وفعلا من الله في كل ما يريد ماضية، وذلك قوله ﷻ: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}[فصلت: ١٢]، و مثل قوله: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ}[الزمر: ٤٢].
  ٣٦١ - وقلت: لأي علة بعث الله الرسل؟
  فقال: بعث الله سبحانه للرسل ليكونوا حجة له على خلقه، وليبلغوهم عنه ما تعبدهم به من فرضه، إذ مفروضاته سبحانه معقول و مسموع، فما كان من المسموع