تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مسألتان عقائديتان

صفحة 457 - الجزء 2

مسألتان عقائديتان

  ٣٦٠ - وسألني عن القضاء من الله ما هو؟

  فقلت له: القضاء يا بني مخرج على ثلاثة معاني:

  فمنها: فضاء أمر ومحكم، وذلك قوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ}⁣[الإسراء: ٢٣] يريد: أمر وحكم بأن لا تعبدوا معه سواه.

  والمعنى الثاني: بأن يكون القضاء خيرا عما يأتي، أو سيأتي ويكون، وذلك قوله: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ٤}⁣[الإسراء: ٤]، يقول: وأوحينا بذلك إليهم واعلمناهم بها سيكون من أخباركم وأفعالكم.

  والوجه الثالث: أن يكون الفضاء قضاء حتم جاريا، وفعلا من الله في كل ما يريد ماضية، وذلك قوله : {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}⁣[فصلت: ١٢]، و مثل قوله: {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ}⁣[الزمر: ٤٢].

  ٣٦١ - وقلت: لأي علة بعث الله الرسل؟

  فقال: بعث الله سبحانه للرسل ليكونوا حجة له على خلقه، وليبلغوهم عنه ما تعبدهم به من فرضه، إذ مفروضاته سبحانه معقول و مسموع، فما كان من المسموع