تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأنعام

صفحة 198 - الجزء 1

  بعض، وذلك قوله سبحانه: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٢٩}⁣[الأنعام: ١٢٩]، وما أشبه ذلك من آيات الله ونقمه وفعاله، بمن اجترأ عليه من خلقه.

  ٦٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ١٥٤}⁣[الأنعام: ١٥٤]؟

  فقال: معنى قوله: {آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا}، يقول: آتيناه التوراة تماما، لإحساننا إليه الأول، من إرسالنا له إلى فرعون وملائه بالآيات، والدلائل والعلامات، فأخبر سبحانه أنه قد أتم له كل إحسان كان منه إليه، بما أعطاه من الكتاب، ومعنى {عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ} فهو: تماما للذي أحسنا به أوَّلاً، فقامت {عَلَى} مقام (اللام) إذ هي من أخواتها من حروف الصفات، ومعنى {وَتَفْصِيلًا} فهو: تبيانا لكل شيء افترضه عليهم، فأخبر أن الكتاب الذي آتاه موسى صلى الله عليه وهو التوراة، تبين كل شيء افترضه على أهلها، مما أمرهم به ونهاهم عنه.