ومن سورة الأعراف
  ٦٦ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ}[الأعراف: ١٦٤] فقلت: هل دخلت هذه الأمة القائلة {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا} في الهلكة أم هي من الهلكة ناجية؟
  وكيف تدخل في العذاب والنقم، وهي منكرة على أهل العصيان من الأمم.
  ٦٧ - وسألت: عن قول الله سبحانه {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}[الأعراف: ٥٣] فقلت: ما هذا التأويل وعلى ما يخرج من الأقاويل؟
  واعلم أنه تأويل ما كان يأتي به رسول الله ÷، من الوعد والوعيد من ذي الجلال والإكرام، مما كانت قريش ومن معها من المشركين، وكثير ممن كان معه ÷ من المنافقين يكذبونه ويجحدونه، ويأبون التصديق به ويبطلونه، من الحشر والميعاد، وما أعد الله سبحانه للعباد، من الثواب الذي أعده للمحسنين، والعقاب الذي جعله سبحانه جزآء للفاسقين، ألا تسمع كيف حكى ذلك عنهم الرحمن، حين يقول في واضح ما نزل من الفرقان، من قوله: {أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ٨٢ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ٨٣}[المؤمنون: ٨٢ - ٨٣]،