تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأعراف

صفحة 210 - الجزء 1

  والوقوف عن معاصيه، فمن عمل ذلك من الناس، فقد استعان بالله الواحد الرحمن.

  وفي ذلك ما يقول الله سبحانه {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ١٢٨}⁣[النحل: ١٢٨] ومن كان الله معه، فقد قهر أمره وقوي، ومن لم يكن الله معه فقد عجز في أموره وغوي، والله سبحانه فلا يكون إلا مع من ذكر من المتقين المحسنين، وإذا لم يكن إلا مع المتقين فهو: لاشك خاذل للفاسقين، ومن خذله الله فقد هلك وهوى، ومن وفقه الله وأعانه قهر أمره وعلا، ألا ترى يدل آخر الآية التي سألت عن تفسير أولها، على جميع ما عنه سألت، منها حين يقول: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ١٢٨}، فأخبرهم سبحانه أن استعانتهم به لا تنجح إلا للمتقين، وفي هذا دليل لمن عقل وفهم، واستضاء بنور كتاب الله فعمل، على ما قلنا به من تفسير الآية وشرحنا.

  ٧٥ - وسألته عن قول موسى صلى الله عليه: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}⁣[الأعراف: ١٤٣]؟

  قال: معنى قوله {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}، فهو: أرني آية من عظيم آياتك، أنظر بها إلى قدرتك، وازداد بها بصيرة في عظمتك وقدرتك، فقال: {لَنْ تَرَانِي}، يقول: لن تقدر على نظر شيء من عظيم الآيات، التي لو رأيتها لِضعف جسمك، ولطف