ومن سورة الأنفال
  يكن أطلقها لأحد قبل محمد ÷، فأخبرهم الله أنه لا يجوز لهم فيها هبة ولا قبض ولا انبساط، وأعلمهم أن الحكم فيها إلى الله ورسوله، فحكم الله ø فيها ورسوله بما قد علمته من خمسها، وقسم الأربعة الأخماس على ما حضرها من الرجال والفرسان، على الأسهم المعروفة «للراجل سهم وللفارس سهمان».
  ٧٩ - وسألته عن قول الله سبحانه: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ٢٣}[الأنفال: ٢٣]؟
  فقال: معنى قوله: {لَأَسْمَعَهُمْ} فهو: لوفَّقهم، ولسددهم فهداهم، وأرشدهم إلى صواب ما يسمعون، وإليه من الحق يُدعون، ولكن لم يَعلمهم ممن يريد الحق، ولا يصدِّق فيستاهل منه ما ذكر من الأسماع، الذي هو الهداية والتوفيق والتسديد، بل علم أنه لو فعل ذلك بهم ما قبلوه ولتركوه، وتولوا عنه وهم معرضون عن قبوله، وعن الإقرار به.