ومن سورة الأنفال
  ٨٠ - وسألته عن قوله سبحانه: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ}[الأنفال: ٧]؟
  فقال: الطائفتان فهم عسكر قريش الذي لقي النبي ÷ ببدر، والطائفة الأخرى فهي العير التي أقبلت من الشام إلى مكة تحمل الطعام، فلما أن وعدهم الله أن يظفرهم بإحداهما، أحب المسلمون وودوا أن تكون طائفة العير والطعام، الذي ليس فيها إلا الجمالون الذين لا يحاربون ولا يدافعون عنها، ولا شوكة فيها، وأشفقوا من طائفة العسكر والجيش الذي فيه السلاح والخيل والقتال، فأحبوا أن يلقو غير هذه الطائفة فيكون أهون عليهم في المعاناة وأسلم لهم، وكان الله يريد غير ذلك من إذلال العسكر ومن فيه، وقتل أعداء نبيه، وإظهار النصرة على عدوه، وإحقاق الحق وإبطال الباطل.