تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة التوبة

صفحة 224 - الجزء 1

  ٨٢ - وسألت: عن سورة براءة، لم لم تكتب في أولها {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  واعلم - هداك الله ووفقك، وأعانك على نجاتك وبَصَّرك - أن ، مفتاح خير وبركة، ورضا وتزكيه، أثبتها الله فيما كان نزله على نبيه وعلى المؤمنين من القرآن، وأن برآة نزل أولها مفتاح حرب وإنذار، ونبذ للعهد الذي كان بين الرسول وبين المشركين، وإنذارا وإبعادا لهم من ذي الجلال والإكرام، عن المسجد المطهر والبيت الحرام، وإخبار لهم بأن ما كانوا يفهمون ويعرفون قد زال وتصَّرم وحال، وأنهم إن ثبتوا على شركهم قتلوا حيث ما ثقفوا، إشادة من الله سبحانه بذكر الإسلام، وإظهارا وإعزازاً لدعوة نبيه #، فلذلك لم يثبت فيها .

  ٨٣ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٦]؟

  وكلام الله فهو: وحي الله وقوله، وإنما قيل: كلام الله، لأنه من فعل الله، وما كان من فعل الله، فهو: منسوب إلى الله.

  لأن هذا الكلام خلق الله، فلما أن كان من الله وفعل الله، نسب إليه، كما يقال: سماء الله، وأرض الله، وعبيد الله.

  ٨٤ - وسألت: عن من فعل مثل فعل الثلاثة الذين خلفوا، هل يجوز أن يفعل فيهم مثل ما فعل الرسول ÷ من المنع لهم من أهلهم، والنهي عن معاشرتهم؟