ومن سورة يونس
ومن سورة يونس
  ٨٧ - قلت: فما معنى قوله في فرعون: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ٩٠}[يونس: ٩٠]، فهل قبل الله ذلك منه؟
  قال: لا، ألا تسمع كيف يقول الله {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ٩١}[يونس: ٩١] وقوله: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً}[يونس: ٩٢] وإنما أمر الله البحر فألقاه على جانبه شلواً ميتاً، وقوله {بِبَدَنِكَ} فالبدن، هو الدرع، وإنما كانت درع من جوهر وياقوت قد اتخذها، وكان لا يلبسها إلا في عظائم أموره الجسيمة الفادحة، فأراد سبحانه أن ينجيه بها ليعرفه من رآه من قومه فيعتبرون به، ويعلمون أن الله تباركت أسماؤه، هو الذي أهلكه، وأنه لا مغالب لحكمه، وهو السميع العليم.
  ٨٨ - قلت: فما الدليل على ما قلت في البدن من أنها الدرع، بَيِّنه لي من لغة العرب حتى أفهمه؟
  قال: الدليل على ذلك ما يقول الشاعر:
  ..................... ... تَحبونَ للركبات في الأبدان