ومن سورة يونس
  وذلك عندما يكون من تنبذ الحرب بينهم، وهذا دليل على ما سألت عنه، وذلك فيه كفاية إن شاء الله.
  ٨٩ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ٤٦}[يونس: ٤٦]؟
  فقال: الذي نعدهم فهو: الإنتقام منهم، فقال سبحانه: إن أريناك ذلك فبفضل منا، و إن لم نرك إياه في الدنيا فستراه وتعلمه في الآخرة، عند رجوعهم إلينا، ونزول العذاب بهم في يوم الدين.
  ٩٠ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ}[يونس: ٨٨]؟
  معنى {آتَيْتَ} فهو: أعطيت فرعون وقومه هذه الأموال والزينة.
  {لِيُضِلُّوا} معناها: لأن لا يضلوا، ولأن يشكروا ويؤمنوا، فلم يفعلوا ولم يهتدوا، بل عصوا فطغوا وخالفوا، فقال: {لِيُضِلُّوا} وإنما أراد: لأن لا يضلوا، فطرح الألف استخفافا لها، والعرب تفعل ذلك، تطرحها وهي تريدها، وتثبتها وهي لا تريدها، فبقيت {لِيُضِلُّوا} فدخلت النون في إدراج الكلام، فبقيت {لِيُضِلُّوا}، والمعنى فيها: لأن لا يضلوا، فلما أن طرح الألف جار كما ذكرنا.