تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 130 - الجزء 1

  فابتدأنا بشرح ما نريد بيانه من تفسير القرآن، الذي نزله ذو القوة والبرهان، من حيث أفضى إليه تفسير شيخينا رحمة الله عليهما ورضوانه، جدي وعمي، وهو من أول سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١}، وذلك أن جدي ~ بلغ من تفسيره إلى آخر {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ١}. ومحمد بن القاسم عمي من عند ذلك إلى آخر {وَالنَّازِعَاتِ}. فرأينا البناء على أساسهما، وإتمام ماقد كانا أمَّلاه من شرح القرآن وتفسيره، وبلوغ الغاية في شرح تأويله، إن أخرني الله سبحانه لذلك وأمهلني، وبلغني فيه أمنيتي، ولم يمنعني من ابتدائه من أوله وتفسيره من أول حرف منه، إلا التبارك بذكرهما، والبناء على تفسيرهما، صلة مني لهما بذلك، وتقربا إلى الله بأن أكون كذلك، لما لهما في ذلك من الأجر، وما يكسبهما ذلك إن شاء الله من الفخر، في الدنيا والآخرة والذكر؛ لأن يشركهما الله ø وجل في صالح ما نضع من ذكر الحق، ونبين من براهين الصدق، التي نهدي بها المسلمين، وننقذ بها جميع المخلوقين، ممن يستحق من الله الهدى، ويستوجب منه المعونة على التقوي.

  فابتدأت من حيث بلغا مستعينا بالله متوكلا عليه، سائلا له العون في كل أمر من هذا وغيره، فنسأل الله أن يبلغنا في ذلك أملنا، وأن يعظم عليه أجرنا، وحسبي الله فنعم المولى ونعم النصير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى القدير.