ومن سورة هود
  صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦} فهم: الأولون من المذكورين بالميل إلى الدنيا وزينتها، والرضا بما فيها من زخرفها دون ما هو خير منها، فأخبر الله سبحانه أنه لا نصيب لهم في الآخرة، إذ لم يعملوا لها بعملها، وينصبوا في طلبها، إلا النار التي خلقت مقراً وداراً للعاصين، ومحلا لهم وموئلا في يوم الدين.
  وقوله: {وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦} هو إخبار من الله ﷻ، عن أن يحويه قول أو يناله، إن ما كانوا يعملون في الدنيا حابط، والحابط: الباطل، الذي لا منفعة له ولا حاصل، فأخبر سبحانه أن أعمالهم حابطة، إذ لم ينفعهم منها في الآخرة نافعة، كما نفع المؤمنين على ما عملوا، وأحلهم دار الخلد بما صنعوا، وليس بحمد الله للمشبهين ولا للمجبرين، في هذا حجة على رب العالمين.
  ٩٥ - وسألت عن قول الله سبحانه: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ١٠٥}[هود: ١٠٥]؟
  فهذا: إخبار من الله سبحانه بسعادة من سعد بفعله، وشقاء من شقي بصنعه، وليس لله في سبب سعادتهم فعل، ولا له في شقائهم قضاء.
  ٩٦ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ١١٨ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ}[هود: ١١٨ - ١١٩]؟
  وقد قيل في ذلك: أن معناها للرحمة خلقهم، والذي أراه أنا في ذلك، ويتوجه لي