ومن سورة هود
صفحة 239
- الجزء 1
  من القول فيه، أنه سبحانه أراد به: خلق المؤمنين لمخالفة الكافرين، لأن مخالفة الكافرين في كفرهم أعظم الطاعة لرب العالمين، وقد قال الله سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات: ٥٦] فأخبر أنه لم يخلق الخلق إلا لعبادته، فمن خالف عبادته وطاعته، فمخالفته في ذلك من فرض الله على من يخالفه، ولا مخالفة لأعداء الله ولا مفارقة، أكبر من ضرب وجوههم بالسيف وسفك دمائهم، ومجاهدتهم على مخالفة الحق، وهذا فهو: أكبر فرائض الله على خلقه، وأعظم ما افترض الله على عباده، ولهذا خلق الخلق لأنه أفضل عبادته، فإذ قد صح فرض المخالفة للفاسقين على المؤمنين والجهاد، فقد صح أن لتلك المخالفة التي افترضها عليهم خلقهم، وإليها دعاهم، وبها في أعدائه أمرهم.