[نصائح للدعاة إلى الله]
  {الم ١ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ٢ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ٣}[العنكبوت].
  والابتلاء من الله قد يكون بشيء مما تهواه النفوس أو تكرهه غير أن من عرف الله حق المعرفة كما سبق يتعدى كل التحديات في هذه الحياة إيثاراً لطاعة الله وتجنباً لمعصيته، بخلاف من كان قاصراً في المعرفة.
  بعض الطلبة أو المرشدين قد يفتح له باب رزق فتعترض عليه الدنيا والآخرة هل يؤثر المقرى أو الإرشاد أم يسعى لحصول المكاسب الدنيوية والمنافع العاجلة؟ فبعضهم يصعد وبعضهم يهبط، وقد خاطب الله سبحانه وتعالى أصحاب النبي ÷: بقوله في يوم أحد: {مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}[آل عمران: ١٥٢]، وقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ١١}[الجمعة].
  وبعض المرشدين قد يواجه بعدم الإقبال عليه ممن يريد إرشادهم فتظلم الدنيا في عينيه ويتحطم، فيكون عدم الإقبال عليه فتنة له وابتلاء واختباراً، بينما مرشد آخر قد أحبه القريب والبعيد، وأقبل عليه الجميع، ترتاح قلوبهم لوجوده