جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نصائح للدعاة إلى الله]

صفحة 9 - الجزء 1

  سبحانه بالعدل والتوحيد، لا تنتفي من قلبه هذه العقيدة بشك ولا شبهة ومن كان كذلك من طلبة العلم المخلصين المعتمد في عقيدته ودينه على الأدلة والبراهين فإنه يرى الدعوة والإرشاد عليه واجباً متحتماً، وأن ما يلاقيه من المتاعب والمشاق والعناء في سبيل الدعوة إلى الله مغنماً، وترك الإرشاد مغرماً، وكان الداعي إلى الله مولانا الحسين بن يحيى سلام الله عليه يحدثنا أن سبب قيامه بالدعوة والإرشاد الخوف من الله، وكان يخاطبنا | قائلاً: خفت أن يسأل الله العامة يوم القيامة: لأي شيء تركوا العلم؟ فيقولون: العلماء لم يعلمونا، فيزخ بنا جميعاً في جهنم والعياذ بالله؛ فلما علم بوجوب ذلك عليه استعان بالله فأعانه، وبارك في عمله وتعليمه، حتى أحيا الإرشاد في معظم بلدان الزيدية، جزاه الله الجزاء الأوفى، وأثابه المثوبة الحسنى.

  نعم، الداعي إلى الله العالم بأصول الدين تصغر الدنيا وملاذها في قلبه وعينيه وتكبر الآخرة، وقد أشار إلى ذلك أمير المؤمنين # عالم بقوله: (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم).

  وعلى طالب النجاة من طلبة العلم والمرشدين أن يعلم أنه لا بد من الابتلاء والاختبار، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي أعلمنا بذلك في كتابه قال تعالى: :