جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[نصائح للدعاة إلى الله]

صفحة 12 - الجزء 1

  المعرفة، يزداد قرباً من الله سبحانه وتعالى عند الشدائد، إذا أغلقت في وجهه الأبواب لأمر من أمور الدنيا فتح له باب الفرج وطريق المخرج اقتباساً من قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}⁣[الطلاق]، وكل ذلك لأنه عرف ربه حق المعرفة.

  يسعد بلقيا الصالحين، ويغتم بمخالطة أهل الدنيا والغافلين، ينظر لما في يديه من الرزق فلا يدري هل هو رزق له أم لغيره؛ لأنه محكوم عليه بالموت والفناء، ولا يدري متى هو، فهذه المعارف وأمثالها نتائج معرفة الله سبحانه حق المعرفة.

  فالسعيد ورب المبنيات السبع من استشعر في حركاته وسكناته وجود علام الغيوب وستار العيوب، يكفيه أقل قليل من مواعظ أهل التقى البررة الأتقياء عند كل مصيبة نزلت به أو بلية حلت عليه يتشوق إلى ما يشوق الله إليه في جنات النعيم، وتظلم الدنيا في عينيه إذا ذكر عذاب الله في نار الجحيم، وكل ذلك لأنه عرف الله وصدق رسول الله ÷ القائل: «لو عرفتم الله حق معرفته لعلمتم العلم الذي ليس بعده جهل، ولو علمتم الله حق علمه لزالت بدعائكم الرواسي».

  فيا طالب النجاة من طلبة العلم والمرشدين اعرف الله حق