جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في ذكر عمرو بن العاص]

صفحة 140 - الجزء 1

  عن اللعب ذكر الموت، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الآخرة) ثم ختم # ذم عمرو بن العاص بقوله: (إنه لم يبايع معاوية حتى شرط أن يؤتيه أتية ويرضخ له على ترك الدين رضيخة) نعم، عندما معاوية بقتال أمير المؤمنين استدعى عمراً وكان بفلسطين وعمرو يعلم ما يريد فتردد في ذلك الأمر؛ لأنه قد سمع من رسول الله ÷ في فضل أمير المؤمنين ما يكفي قليله دليلاً على كفر من ناصبه وخالفه فضلاً عن مقاتلته وكان لعمرو عبد اسمه وردان، فعزم على الذهاب إلى معاوية فقال: شد يا وردان، فلما شد على الجمل تذكر ما سمع من رسول الله ÷ في على فتراجع وقال: حط يا وردان وكررها مراراً يذكر الملك والترؤس فيقول: شد يا وردان، وإذا ذكر ما يعلم به من فضل أمير المؤمنين وما قال فيه رسول الله ÷ قال: حط يا وردان، فخاطبه وردان قائلاً: يا عمرو ما لك والتردد؟ ولقد اعترض عليك أمران⁣(⁣١): إن قلت علي فآخرة ولا دنيا معها وإن قلت معاوية


(١) ذُكر هذا في كثير من التواريخ، ولفظه في تاريخ دمشق: فلما أصبح عمرو دعا غلامه وردان، فقال: ارحل يا، وردان حط يا، وردان، مرتين أو ثلاثاً، فقال له وردان: خلطت يا أبا عبد الله، أما إنك إن شئت أنبأتك بما في نفسك، قال: هات، قال: اعترضت الدنيا والآخرة على قلبك، فقلت: علي معه الآخرة وفي الآخرة عوض من الدنيا، ومعاوية معه الدنيا بلا آخرة، وليس في الدنيا عوض =