جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كتاب له # إلى عمرو بن العاص]

صفحة 178 - الجزء 1

  وما هي في هذه المرة بأبرأهن من الشرك.

  ثم أكمل أمير المؤمنين وصف معاوية بقوله: (يشين الكريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته) يقال للحليم سفيه إذا خالطه وإذا أوى الكريم إلى مجلسه يقال له كان هذا كريماً فشانه مجلس معاوية شبيه نظيف الثياب جميل الوجه إذا جلس بين القاذورات والروائح الكريهة.

  وقد أراد الوصي ÷ من هذا الكلام أن يبين حقيقة الاثنين التابع، والمتبوع وكلما تكلم # بكلمة في أحدهما لزم الآخر مثله؛ لأنهما شريكين في الغي والضلال وفي انتهاك الله وتصغير الحق وتجسيم الباطل، فلم يبق حق إلا ضيعوه ولا باطل إلا نصروه وقربوه ولا عزيز إلا أهانوه ولا هين إلا رفعوه، غرسوا الفتن وأبادوا خضراء السنن، ونقضوا الإسلام عند أتباعهم عروة عروة حتى أجروا لعن أمير المؤمنين على منابر المسلمين فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة اللاعنين إلى يوم الدين.

  ثم وجه إليه القول بقوله #: (فأتبعت أثره، وطلبت فضله اتباع الكلب للضرغام يلوذ إلى مخالبه وينتظر ما يلقي إليه من فضل فريسته) لذلك يقول لمعاوية: وما تعطيني إذا نصرتك على علي؟ فقال له: مصر.

  قوله: (من فضل فريسته) فمعاوية وعد عمراً بمصر إذا