جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الدعاء]

صفحة 21 - الجزء 1

  أفصحكم أو أجملكم ولا غير ذلك من الصفات بل قال: إن أكرمكم عند الله أتقاكم والطريقة الناجحة أن يجعل الصغير والكبير والغني والفقير والرفيع والوضيع صديقاً حميماً وأخاً شقيقاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ١١}⁣[الحجرات].

  · ومن صفات الدعاة إلى الله الحميدة أن يزرع التعاون والمواساة في قلوب من يرشدهم، ويحثهم على الإنفاق على الضعفاء والمساكين وأهل الحاجة، وأن الله حث على ذلك في كتابه وعلى لسان رسوله ÷، وأن الله يدفع بصدقاتهم الكثير من البلاء والشر وصرف الأشرار، قال النبي ÷: «يا عليّ عليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء» بهذا أو بمعناه.

  وأن الذي يعطي الضعفاء متوكل على الله، والله يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}⁣[الطلاق: ٣]، ويؤكد لهم أن أقل قليل مع القبول أكثر مما يتصورونه بكثير، ويخاطبهم كم قيمة الرغيف الواحد وكم يزن من الذرات؟ وقد أخبر الله جل وعلا أنه يحاسب الإنسان على الذرة، له أو عليه، وأن