جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[الدعاء]

صفحة 22 - الجزء 1

  الله يرتضي الكرم، ويثني على الكرماء، ويذم البخل ويمقت عليه، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٩}⁣[الحشر]، وأن أصحاب العطاء لهم يوم القيامة أصدقاء وشفعا، وقد ذم الله الذين لم يهتموا بالضعفاء والمساكين بقوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣٤ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ٣٥ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ٣٦ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ٣٧}⁣[الحاقة].

  وعلى المرشد أن يتجنب جرح المشاعر جملة وتفصيلاً، فلا يجرح المانعين للميراث مثلاً، ولا المثابرين والمتكالبين على الدنيا ولكن يعظهم بالتي هي أحسن.

  وليعلم وليتيقن أن نفرة القلوب تشبه الصيد إذا أفلت من يد الصياد وقلما أدبر، فأقبل، وقد اختار المصطفى ÷ الرفق لأمته قائلاً: «لم يكن الرفق في شيء إلا زانه، ولم يكن الخرق في شيء إلا شانه» أو كما قال.

  وعلى كل حال المرشد طبيب قلب، فلا يتسنم لهذه المهمة إلا بصير، ولا ينبئك مثل خبير وعليه أن يكبر العامة في نفوسهم حتى يحبوه، فإذا أحبوه استجابوا له، وثَقلوا في قلوبهم وزن كلامه ويخبرهم أن الصحابة كانوا كفاراً فتحولوا بدين الله وهدي رسول الله أبراراً وأخياراً، ويذكرهم