[قول أمير المؤمنين #: مجتني الثمرة لغير وقتها]
  بوجدانه أن وليه يتلهف لنصرته في ذلك الموطن، ولو بعد عشرات أو مئات السنين، فقلب أمير المؤمنين راضي على من انطوى قلبه على هذه العقيدة غاية الرضا كرضاه على من يقاتل بين يديه وقد بذل غاية جهده، ولا سيما إذا كان غياب من تغيب من تخلفاً الأحياء لم يكن بعد العلم بها، وكذلك المحب لأهل الباطل الراضي بأعمالهم هو شريكهم ولو بعد مئات السنين، وقد قال # في أهل الباطل: (أولهم لآخرهم قائد).
  فهذه نعمة من الله على الراضي بأعمال أهل الحق، ولو كانوا ممن قال فيهم #: (سيرعف بهم الزمان، ويقوى بهم الإيمان) فلله المنة على عباده المتقين.
  وقد يضطرب في مثل هذا الخبر العلوي وما تقدم من قول النبي ÷: «من رضي عمل قوم شارك في عملهم» بعض الناس، فأقول: كيف تضطرب وقد أخبر حبيبنا المصطفى ÷: أن من يذكر الله في مصلاه بعد الفجر حتى تطلع الشمس، فإن ذلك يعدل حجة وعمرة تامتين، وأن قضاء حاجة مؤمن تعدل صيام شهر، واعتكافه، وأن الله يربي صدقة المؤمن حتى تصير اللقمة كجبل أحد، وأن من أطعم مسكيناً كمن أعتق رقبة بنص القرآن وأن ليلة القدر خير من ألف شهر، وللحاج والمعتمر والحاضر للمعركة زيادة ثواب