جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام له # خاطب به أبا ذر يوم أخرجه عثمان من المدينة]

صفحة 67 - الجزء 1

  حاز السبق والظفر، ثم خاطبه # بقوله: (فاترك في أيديهم ما خافوك عليه، واهرب منهم بما خفتهم عليه)، يا أبا ذر تركك لما في أيديهم لم يكلفك العسير من الجهد؛ لأنك مسجل في ديوان الزاهدين؛ لأنك عبت عليهم عكوفهم على الدنيا وخضمها وقضمها فسارع بالهروب بالذي خفتهم عليه وهو دينك؛ لأنك عليه حريص، ومن حرص على شيء سهلت عليه ومن أجله كل الصعاب، وفي هذه الكلمات من الوصى # غاية التسلية لصاحبه الوفي وحبيبه التقي.

  ثم لفت نظر أبي ذر ¥ إلى غناه بما في قلبه من التقوى والدين بقوله #: (فما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك عما منعوك).

  نعم، هم بحاجة ماسة لعلمك يا أبا ذر ونصائحك والاقتداء بك في صدقك وإخلاصك وصبرك وحقيق أنت بأن تكون كذلك في كل أمورك وشأنك، فخسارتهم منك هي الخسارة، أما أنت فما أغناك عما أنكبوا عليه، فلست من الراغبين في حطام الدنيا ومتاعها حتى تكون فقيراً ومحتاجاً لما في أيديهم من حطامها، ولو وصل إلى يدك لتركته فكن بحالتك التي أنت عليها قرير عين.

  ثم قال #: (وستعلم من الرابح غداً والأكثر حسداً) سلام الله عليك يا باب مدينة العلم لم تأت جملة من هذه