جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام له # خاطب به أبا ذر يوم أخرجه عثمان من المدينة]

صفحة 68 - الجزء 1

  الكلمات مسلية لأبي ذر إلا وهي أكبر من أختها) انظر وتأمل ولك أن تقول في وصفها: نجوم زواهر، سبحان من خلقها، وإن شئت قلت: مجموعة من أغلى الجواهر الله أبو من صاغها، يا أبا ذر الفت نظرك وأعمل هذه الكلمات بعقلك، فإنك غداً ترى بعينيك صفقات الأرباح التي حزتها بما لقيت وما عانيت وسوف يحسدك على تلك الصفقات العدد الكثير والجم الغفير، وذلك حين توفى كل نفس بما عملت ويخسر هنالك المبطلون.

  واعلم أن من غربك من مدينة رسول الله ÷ أو رضي بتغريبك تحاملاً عليك، فإنهم لا يُحسدون على ما في أيديهم اليوم، ولا يغبطون على جزاء ما عملوا غداً.

  ثم قال #: (ولو أن السماوات والأرض كانتا على عبد رتقاً، ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً) كأني بأمير المؤمنين سلام الله عليه وقد اشتدت أعصابه واحمر وجهه، عندما خاطب أبا ذر بهذه الجملة؛ لعظم ثقته بالله، فأراد أن يذكر أبا ذر بها، ويقوي عزائمه ويلفت نظره إلى عجز المخلوقين وضعفهم وعظم خالقهم وقوته، فأنت يا أبا ذر غني بالله ونعم المولى ونعم النصير.

  فلا تكن ضعيفاً عاجزاً ذليلاً مهانا، فالمعتصم بالله قوي وإن قل ناصره، وضعفت جوارحه، وغني بالله وإن قل ما في