[نصائح للدعاة إلى الله]
  معرفته التصديق به وتمام التصديق به توحيده)، فمن ترك هذا الأصل وبدأ بغيره فبناؤه على غير أساس.
  نعم، الإنسان لا يبيع أو يشتري من مجهول؛ لعلمه بضياع ماله كذلك من عبد الله بغير معرفته، وقد نص على ذلك سيد المرسلين عليه وآله صلوات رب العالمين في جوابه على من سأله عن أفضل الأعمال فقال: «العلم بالله» فقال السائل: يا رسول الله أسألك عن العمل فتجيبني بالعلم، فقال: «ويحك إن مع العلم ينفعك كثير العمل وقليله، ومع الجهل لا ينفعك كثير العمل و لا قليله»، أو كما قال.
  ومعنى قول أمير المؤمنين #: (أول الدين معرفته) وذلك أن نعرف ربنا بما عرف به عباده ولا نعرفه سبحانه وتعالى إلا بالنظر في مخلوقاته قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ١٩٠}[آل عمران]، أراد بأولي الألباب الذين ينتفعون بالعبر، فالنظر في خلق السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما ينتج عن ذلك عقيدة ثابتة صحيحة؛ لأن أثر الصنع في كل مخلوق قائم، فينبغي لطالب النجاة الراغب في الدعوة إلى الله أن لا يكل ولا يمل عن المقرى في أصول الدين والمطالعة والترديد لما قد قرأه من كتب الأصول حتى يكون بأصول الدين عالماً، ولخالقه وآمره وناهيه موحداً، يدين في حقه