[قوله #: أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا]
  محله الظلام.
  وكأنه # يصف بكلماته زماننا وما نحن فيه من الفتن، وقد اطلع على الواقع في البلدان العربية بادئاً بأرض الشام وخاتماً باليمن.
  قوله #: (والشيطان في هؤلاء الناس إلا طمعاً، فهذا أوان قويت عدته وعمت مكيدته، وأمكنت فريسته): صور الشيطان لعنه الله في صورة عدو كاد أن يتغلب على عدوه وقد رأى بوارق النصر وعلامات الظفر.
  قوله #: (فهذا أوان قويت عدته) صدق سلام الله عليه أصبح الشيطان لعنه الله يصيد القلوب وهو جالس في مقره، لا يفوته هارب ولا يخفى عليه غائب، وهذا معنى قوله: (وعمت مكيدته وأمكنت فريسته).
  ثم أشار إلى أحوال الناس في زمنه وإن شئت قلت في كل زمان فلا حرج (اضرب بطرفك حيث شئت من الناس هل تبصر إلا فقيراً يكابد فقراً، أو غنياً بدل نعمة الله كفراً، أو بخيلا اتخذ البخل بحق الله وفراً، أو متمرداً كأن بأذنه عن سماع المواعظ وقرأ) حث السامع # أن ينظر في أحوال الناس وما هم عليه فلا يرى إلا فقيراً قد أهانه فقره، وشتت عليه أمره؛ لأن الظلمة منعوا حقوق الله أن تصرف في مواضعها، فبات الأكثر حواليهم جياعاً، يبحثون عن لقمة