[قوله #: أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا]
  العيش فلا يحصلون عليها إلا بعد التعب والنصب، وما أكثر هذا الصنف في أرض الله في كل زمان ومكان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  (أو غنياً بدل نعمة الله كفراً) وتماماً الأمر كما قال الله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ٢٧}[الشورى].
  ثم حكى صفة الصنف الثالث بقوله #: (أو بخيلاً اتخذ البخل بحق الله وفراً) وكم له # من ذم البخلاء مثل قوله: (البخيل يعيش عيش الفقراء ويحاسب يوم القيامة محاسبة الأغنياء)، وقوله ذاماً للبخل: (البخل جامع لمساوي العيوب) ولو لم يكن إلا قول الله تعالى: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٩}[الحشر].
  وقوله بعد ذكر البخيل: (أو متمرداً كأن بأذنه عن سماع المواعظ وقراً)، سلام الله عليك يا أمير المؤمنين انظر في هذه الجملة الأخيرة، وهي قوله: (ومتمرداً ...) إلى أخره، الكثير يسمع المواعظ مراراً وتكرارًا غير أنه لا يلقى لما خالف هواه بالاً، وإن وعظه الواعظون، وحذره المحذرون، تربطه علاقة قوية بكبار العلماء إلا فيما خالف هواه، وتراه يملي على جلسائه ما قال العلماء ونطق به الحكماء، وإذا طولب بحق لزمه تنكر لذلك الطلب وأرعد على من طالبه وأبرق، حتى