[قوله #: أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا]
  العواصف ولا تخلخل عقائدهم القواصف آثروا طاعة الله ورضوانه على هوى أنفسهم، وفارقوا الدنيا محمودين الفعال.
  ثم كرر الكلام سلام الله عليه في ذم أهل زمانه بقوله: (وهل خلقتم إلا في حثالة لا تلتقي بذمهم الشفتان استصغاراً لقدرهم وذهاباً عن ذكرهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون):
  سلام الله عليك يا أبا الحسن ما أحلى كلامك وأوضح بيانك، وما أعظم كرمك إلينا وإحسانك، وكأنك حي بين أظهرنا تحكي لنا ما نحن عليه وما عليه أهل زماننا، وكلمتك بالقضية وافية شافية التي قلتها في ذم أهل زمانك وهي: (اضرب بطرفك حيث شئت من الناس هل تبصر إلا فقيراً يكابد فقراً، أو غنياً بدل نعمة الله كفراً، أو بخيلاً اتخذ البخل بحق الله وفراً، أو متمرداً كأن بأذنه عن سماع المواعظ وقراً)، ولأمر ما قيل في كلامك الطاهر: إنه فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق، لا حرمنا الله شفاعتك ومرافقتك في دار كرامته إنه سميع مجيب.
  ثم واصل # كلامه بعد الاسترجاع قائلاً: (ظهر الفساد فلا منكر مُغَيَّر ولا زاجر، مزدجر، أفبهذا تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه وتكونوا أعز أوليائه عنده؟! هيهات لا يخدع الله عن جنته ولا تنال مرضاته إلا بطاعته).
  قوله #: (فلا مُنكِر مُغيّر يتشكى بهذه الكلمة من