[من كلامه # في فضل القرآن الكريم]
  رأى ذلك ولى هارباً فناداه القرآن: هلم يا طالب النجاة، فأنا الهادي الذي لا يضل.
  ثم قال # وحكى بلسان حال القرآن ومقاله: (والمحدث الذي لا يكذب) لأن من أنزله هو القائل جل شأنه: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ١٢٢}[النساء]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ٨٧}[النساء]، وقال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ٤٢}[فصلت].
  وقال #: (وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى) مجالسته قراءته وحفظه وقراءة تفاسيره عند من قرنوا به في حديث الثقلين لأنهم خزائنه وسدنته، فمن سلك هذه الطريق فإنه يخفف من على ظهره ثقل الأوزار ويرى ببصائره في ظلم الليالي بعدما كان أعمى في وضح النهار، أما من سلك غير طريق آل محمد فقد تقحم أودية الهلاك وإن قرأ القرآن وزعم أنه تابع لسيد ولد عدنان ÷، وما أحقه بقول الشاعر:
  والمستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
  وقال #: (واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى) صدق سلام الله عليه