من وصايا الإمام #
  ولما كان أكثر المشاكل التي تحصل بين الناس - إما بين الوالد وولده، أو الأخ وأخيه، أو الزوج وزوجته، أو الأقارب والأرحام فيما بينهم، أو غير من ذكرنا - يرجع غالبها إلى بعض الأسباب كسوء فهم الحقوق والواجبات، أو عدم معرفة الوسائل والطرق التي يمكن علاج المشاكل والقضايا بواسطتها، أو بسب وجود خلل وتقصير في التعامل، فقد وضع الإمام المنصور بالله # في تلك الرسالة والوصية من الطرق التعليمية، والقواعد المتينة، والأسس الحصينة، بالأساليب الحكيمة الناجحة، في التربية الصحيحة، وإيجاد الحلول المناسبة، والوسائل الصحيحة، للمشاكل الفردية والأسرية والمجتمعية والإنسانية، ما هو كفيلٌ لكل فردٍ وأسرةٍ ومجتمعٍ بالخلاص من كل المشاكل، والفوز النجاح الدنيوي، المتمثل في الحياة الآمنة البعيدة عن القلق والمشاكل والخصومات، ليعيش الناس حياة مليئة بالسعادة والطمأنينة، مفعمة بالأمان من متاهات الحياة، يتبادلون بينهم رسائل المحبة والصفاء، وحسن المعاملة والوفاء.
  وتضمن الفلاح الأخروي، المتمثل في الفوز بالسعادة الأبدية، والحياة السرمدية.
  ونذكر من ذلك شذرات عطرة:
  قال #: أما بعدُ: فإنَّ حقَّ الوالدِ على الولدِ يترتبُ على قيامِ الوالدِ بحقِّ الولدِ، قال الله تعالى {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ٢٤}[الإسراء]، فوجوبُ التَّرَحُمِ عليهما فَرْعٌ على تقديمِ التَّربيةِ منهما، وقال تعالى {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ