من وصايا الإمام #
  جاءتِ السُّنْةُ الشريفةُ، لأنَّ الله تعالى خَصَّ الزوجين من الأُنْسِ بمالم يَخُصْ به أحدُ الوالدينِ أَولادَهُما فما القولُ فيمن دونهم، وتجعلُ الحياءَ دِّثاراً وشعاراً مع جميعِ النَّاسِ.
  ولا تُكْثِرِ الكلامَ مع الأجانبِ، ولا تخضعْ في القولِ إلا أنْ يَعْظُمَ حالُهَا فَتَأْمُرُ بطاعةِ الله، وتنهى عن معصيتِهِ.
  ولاتصفْ لزوجِها أحداً من النساءِ كلَّ الصفةِ، ولتُظْهِرِ الجهلَ بكلِّ ما يسألُ عنه من هذا البابِ، ولا تأذَّى من شيءٍ هو يَرى أُنْسَهُ به، ولا تدعْ شيئاً في بيتِهَا حتى تُوَقِّعَهُ، حتى إذا ضاعَ شيءٌ حَفِظَتْهُ، ولا تُعِرْ شيئاً من بيتِهَا حتى تُوَقِّعَهُ لكي تُطالبَ به.
  وتجتهدُ في صيانتِهِ، ولا تُعِرْ شيئاً من بيتِ زوجِها إلا بإذنِهِ إلا أساودَ الدارِ فإنَّ ذلك يجوزُ لها عاريتُهُ، وإنْ كرِهَ، لأنَّ الأمرَ وَرَدَ به، وهو القِدْرُ والفأسُ والحَبْلُ والدَّلوُ والرَّحَى.
  ولا تَخْرُجْ من البيتِ إلا بإذنِهِ.
  فهذا ما نأمرُ به ذواتِ الأزواجِ من البناتِ.
  ثم وجه # وصيته لمن يُرْجى زواجها:
  وأما من يُرجى زواجُها، وتريدُ الزوجَ: فإنها تلزمُ الحجابَ، ولا تَبَذَّلْ إلى النساءِ الدَّوارَاتِ، ولا تُرِيْهنَّ شيئاً من محاسِنِها، ولا تُكْثِرِ الكلامَ، ولا تنظرْ كلَّ النَّظَرِ إلى النساءِ، ولا تكثرِ الضحكَ، ولا تجاوزِ التبسمَ، وإنْ جرى أمرٌ يوجبُ الخروجَ إلى النسوانِ لم تُطِلِ الوقوفَ معهُنَّ، ولا تلبثْ كلَّ اللبثِ، ولا تَزَينْ تَزَيُّنَ